لحظة صدق مع النفس

تحياتي للجميع



ما أجمل ان يكون الانسان صادقا مع نفسه متصالحا معها... الا انه من الصعب ان نحقق هذا التوازن و التصالح الا من رحم ربي و سعي لهذا و جاء التوفيق من الله عز وجل....فأصبحت نفسه آمنه مطمئنة....و اثقة بالله وبأن الله لا يضيع أجر من أحسن عمله.

لماذا هذه المقدمة.....؟



لانني لاحظت اننا جميعا غير راضين عن أحوالنا...و عن أوضاعنا...و المعاناة التي نحياها و نعيشها جميعا بصفة يومية....واننا جميعا نطالب بالاصلاح السياسي...الاقتصادي.....الاجتماعي.....و بوقفة صادقة مع النفس وجدت ان الاصلاح المنشود له لابد اولا من ان تُمهد له الارض ....فالحرث قبل البذر...و الرعاية و السقاية قبل الحصاد.



في رأيي....اننا جميعا في حالة إنفلات....فالبعض في إنفلات سياسي...و البعض في إنفلات إقتصادي و هؤلاء في إنفلات أخلاقي...و الاخرون في إنفلات إجتماعي ....و هكذا ........



الانفلات هذاد نتيجة صراع داخلي في أنفسنا بين ما نريد و ما نفعل.....كلنا يريد الاصلاح.....فماذا فعل كل منا لتحقيق الاصلاح..... هذا يتشدق بالديموقراطية و ما شابه....و حين تناقشه أرائه....او تنقد بعض كتاباته....يعلنها حرب عليك و يتهمك بعدم الفهم ، وهي أبسط التهم التي يمكن ان يوجهها، و لا يري غير رأيه هو الصواب و الاخرين لا رأي لهم.



هذا الاب يطالب بالديموقراطية....و في منزلة يُبدي التشدد و القهر ...مع زوجته و أولاده....لانه يعتقد انه هو الوحيد الذي يفهم و الذي يجب ان يتكلم فيُسمع له....و في العمل فكره هو الصائب و أفكار مرؤسيه مقرها صفيحة القمامة أعزكم الله.



الكل يشكو الغلاء و ارتفاع الاسعار.....و معظمنا لا يؤدي واجبه علي النحو الامثل....و لا يتذكر ان من قبل الاجر حاسبه الله بالعمل.....فتراة يترك عمله خلال ساعات العمل الرسمية و إن تواجد تجده مشغول بأشياء اخري خارج نطاق عمله.....

فبعض المدرسين علي سبيل المثال لا يبذل الجهد الكافي و المطلوب منهو النتيجة الدروس الخصوصية التي تستنزف ليس فقط اموال الاخرين...بل أيضا وقت الطالب....

و بعض الاطباء الذين يجب ان يكونوا في المستشفيات أثناء النوبتشية الخاصة بهم.....يترك المستشفي بعد إنصراف المدير....و يذهب الي عيادته الخاصة....... و يستحل المكافأة المخصصة له نتيجه تكليفة بهذا العمل الذي لم يقم به..............

و بعض الموظفين يستحلون الرشاوي لاداء الاعمال المنوطة بهم....و الادهي و الامر..انه قد يعطل او يعيق مصالح العباد إن لم يحصل علي ما يريد.....



الكل يشكو من أزمة المرور.....و الكل مساهم فيها....من رجال مرور ...الي مشاه....الي قائدي السيارات...الي سائقي الميكروباصات...., النقل العام.......



الكل يتحدث عن الشرف .....طالما كان الحديث عن الام أو الاخت أو الابنه....و لكن الابن او الاخ الذي يسرق و يسلب شرف الغير لا ينظر اليه علي أنه مجرم.........

وهكذا.....قس علي هذا كل مناحي الحياة في مصرنا الحبيبة....و في مجتمعنا.... الكل سواء...متعلمون....مثقفون....أميون....كلنا نحيا و نعيش حالة غريبة من انفصام الشخصية....نقول شيء....و نفعل عكسة ...نطالب الاخرين و ننسي أن نلزم أنفسنا اولا.



و نسينا قوله تعالي " يا ايها الذين أمنوا لما تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون "



و { وقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ ورَسُولُهُ والْمُؤْمِنُونَ وسَتُرَدُّونَ إلَى عَالِمِ الغَيْبِ والشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}



اللهم اني ابرأ اليك من نقائص النفس و تناقض قولي مع عملي....و أسألك يا عظيم الشان ان تطهر قلوبنا من الكبر و النفاق و سيء الأخلاق....و أن تجعل ظاهرنا كباطنا و توفقنا الي ما تحبه و ترضاه.





تحياتي للجميع و معذرة علي الاطالة