الأربعاء، مايو ٠٩، ٢٠٠٧

محاولة للتعايش مع منغصات الحياة

تحياتي

خلال تصفحي لبعض المدونات ، لاحظت أن الكثير منها ، يحتوي علي بعض المشاعر السلبية كالإحباط او الحزن و ما شابه ، بالرغم من أن أصحاب هذه المدونات من الشباب ، الذين يجب ان يكونوا مستبشرين مقبلين علي الدنيا ، طبعا مقبلين عليها بما لا يخالف الدين او قيمنا .
الانسان خلق في كبد ... اي خلق في حياة شاقة ... بعضها طبيعي مثل الزلازل و الحوادث ، و البعض الاخر و هو الاكثر نتيجة تعاملاتنا اليومية في الحياه ، أي أنه يعود الينا نحن .

و حتي نعيش في سلام مع أنفسنا، و مع الأخرين ، يجب أن ندرك أننا لن نستطيع دفع كل الأذي أو المشاعر السلبية عن أنفسنا ، و لكن بالتأكيد يمكننا أن نقلصها أو نتلافي الكثير منها .
أعلم أن المسألة ليست سهلة أو بسيطة ، لكن أيضا أعلم اننا يمكن من خلال الممارسة و التدريب ، ان ننجح في التخلص من معظم المشاعر السلبية التي قد نتعرض لها.
من هنا نبدأ .... كيف لنا ان نتعايش و نسعد بحياتنا رغم ما بها من منغصات و مشاعر سلبية .... نحن جميعا مدعوون لان نقدم تجاربنا
و أفكارنا للأخرين .... حتي يمكن الاستفادة منها.

الإبتلاء من الله
الابتلاء من الله عز وجل... مثل فقد عزيز ... الحل الامثل ان نمتثل و نرضي و نحتسب ، ليس هناك من طريق الا التسليم بقضاء الله ، و أن نحتسب صبرنا و الالم عند الله عز وجل. و الحقيقة التي يجب ان ندركها
جميعا ان الموت ليس مرحلة منفصلة بل هو مرحلة من المراحل التي يمر بها الانسان. فالإنسان كان موجودا في عالم الذر ، قبل ان يأتي الي الحياة الدنيا ، و المرحلة الثانية هي الحياة الدنيا التي ناتي اليها بلحظة الميلاد، أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة البرزخ و التي تبدأ باالوفاة و تنتهي بالبعث، المرحلة الرابعة في حياة الانسان تبدأ بالحساب ... و تنتهي به الي المرحلة الخامسة وهي اما الجنه ( نسأل الله أن نكون جميعا من أهلها) او النار (نسأل الله ان يعيذنا جميعا منها ) .
من هذا المنظور ... تكون المصيبة وقعها اقل و أهون ، بل ان الرضا بالقضاء يمكن أن يكون له مردود علي االراحل نفسه .

- الأذي من البشر
حينما يكون الانسان هو سبب حزن و إحباط أخيه الانسان ...و هو ما قد نصادفه كثيرا في حياتنا اليومية..
هنا يجيب ان ننتبه لمن نعطي ثقتنا....؟ لمن نصادق؟ هل نصادق او نعطي ثقتنا للكل... أعتقد اننا يجب ان
نكون حذرين ... و بما لا يجرح مشاعر الاخرين .
و أيضا يمكن الاتي :

- ان تكون افعالنا ابتغاءً لوجه الله تعالي ، فأن فعلت الخير فافعله لله ، لا تنتظر من صديق او من محب او من كائن ما كان ان يقول لك حتي كلمة شكر.... فقط أنتظر من الله سبحانه و تعالي الثواب ، أما بنو البشر فلا تتوقع منهم أي شيء.
- لا تتوقع ان تنال كل شيء .... بالرغم من حظوظنا جميعا في الحياة متساوية، لان الخالق هو الله و هو الحكم العدل و هو أحكم الحاكمين ، الا أن مكونات حظوظي في الحياة تختلف عن مكونات حظوظ الاخرين و هكذا.... بمعني أخر لا يوجد إنسان يحصل علي كل شيء يتمناه .
- دائما نضع توقعاتنا لحظوظنا من الحياة بما يتماشي مع امكانية الحصول عليها ... اي لا نسرف في الاحلام و نعيش حياتنا في أحلام اليقظة .... نعم نحلم ... نعم نأمل و نعم نرجو ان نكون الاحسن ..لكن ليس بكثبر من أحلام اليقظة ، بل بكثير من الجد و الاجتهاد و العمل ... و نترك الباقي علي الله سبحانه
و تعالي .
- حب لاخيك ما تحب لنفسك ، فليس من المعقول ان اجرح مشاعر الأخرين و أطلب منهم ان يحافظوا علي مشاعري ...
- دائما نكون قريبين لبعضنا...أقصد من الام...الاب ...الاسرة عموما...و ايضا من الاصدقاء المقربين
فهذا يوفر الدعم النفسي و المعنوي بل و المادي أيضا في حال حدوث شيء غير عادي لا قدر الله.
المشاركة الوجدانية بتهون من وقع الابتلاء .

- القرب من الله في كل حال ... القرب من الله يعصم من الخطأ ، و الذي يمكن ان نقع فيه ، ثم نفيق علي تأنيب الضمير ، و نصبح نادمين و قد نقع أسري لهذا التأنيب مدي الحياه.... فقد يخطيء أحدنا في حق أمه أو ابيه في موقف ما ، بالرغم من ان كل منهما لا يريد الا مصلحتنا و سعادتنا ، الا اننا تحت تأثير فكرة معينة قد نتصور خطأً انهما ضد مصلحتنا . أقول أن اي خطأ من مثل هذا النوع قد يظل يؤرق مضاجعنا فالحذر كل الحذر منه .
- عند الدخول في علاقة ما ... لابد أن أكون محدد الهدف من هذه العلاقة .... بمعني هل هي زمالة دراسة
او زمالة عمل ، ام صداقة حقيقية تدوم ... أم علاقة عابرة كالتي تتم كل يوم بين الاشخاص كالقاء السلام علي أحد الجيران ...
تحديد هدف العلاقة لابد أن يتبعه تحليل لشخصية و أخلاق الطرف الثاني من العلاقة ...بمعني علينا أن نبذل ما في وسعنا للتأكد من ان هذا الطرف أهل لهذه العلاقة .
- لابد لنا أن نكون علي يقين بأننا لم نخلق عبثا، حاشي لله ، و لكن لحكمة و لهدف .
- قد لا نكون سعداء في حياتنا بالشكل الكافي او الذي نطلبه ، و لكننا بالتأكيد سنكون مصدر لإسعاد أخرين
حتي و لو لم نكن نقصد ذلك .
- السعادة كل السعادة بما في أيدينا نحن ..... و الرضي شعور وجداني ينعكس إيجابيا علي حياتنا و بل مظهرنا الخارجي أيضا .
- أعلم ان الإنسياق وراء الإنفعالات النفسية السلبية يدمر الحياة النفسية و البدنية فكم من الأمراض الجسمانية مردها الي الانفعالات النفسية السلبية غير المسيطر عليها .
- حاسب نفسك مساء كل يوم عما فعلت ... و إذا كنت أخطأت في حق أحد ، فاعقد العزم علي إصلاح الخطأ في أقرب و قت ممكن ، و لا تنم الا و انت قرير النفس صافي الفؤاد.
- عندما تدخل في علاقة عاطفية ، تحقق من عيوب الطرف الاخر ، لا تستهين بها ، لا تزعم انه يمكنك ان تغير في تصرفاته أو سلوكه ، بل علينا إما أن نتقبله كما هو أو نرفضه بالكامل ، فلا نندفع وراء عواطف قد تفشل نتيجة خطأ أو سلوك غير مرغوب فيه في الطرف الاخر فنصاب بصدمة عاطفية نتيجة الفشل و ايضا نصاب بالإحباط .

ختاما.... فلنعلم جميعا أننا مثابون علي كل آلم أو لحظة إحباط مرت بنا ، ذلك في حالة الرضي و القناعة بما قدر الله لنا
حتي الشوكة ....نثاب عليها.
فلنجعل جميعا النفس التي بداخل كل من نفسا مطمئنة راضية مرضية بقدر إستطاعتنا كبشر .... حتي تعود هذه النفس الي ربها إن شاء الله راضية مرضية .

تحياتي و أعتذر عن الإطالة و ما قد يكون من تقصير ....لكنني علي يقين أن إضافتكم و تواصلكم سيضفي الكثير مما سيمحو اي تقصير .


هناك ١١ تعليقًا:

حواء يقول...

كلامك جميل اوى وفيه امل وتفاؤل طبعا اما حد عزيز علينا يموت دى طبعا ارادة الله وبنتعايش معاها وبنسلم امرنا لله خلاص اللى مات لا يجوز عليه الا الرحمة , اما بقى ازاءة البشر فهى دى بقى اللى بتوجع اوى خصوصا من حد قريب اوى لقلبك مش متوقع منه كدة وحكاية تحديد العلاقات انت ممكن تكون عارف الشخص اللى قدامك ده بالنسبة لك ايه صديق او زميل او او ولكن اوقات ان الشخص التانى مش بيبقى محدد, او بيقول حاجة ودماغه فيها حاجة تانية, طبعا احنا بنقدر نميز لكن ساعة القضى يعمى البصر .. المهم انا شخصيا بفضل عايشة حالة من الحزن اما بفقد حد عزيز عليا اوى مقصدش الموت لكن اقصد الفراق اللى بيكون فى ايدينا زى مايكون عايزين نتعب نفسنا بنفسنا وايه السبب مش عارفين .. ياللة طولت ليك بس الموضوع ده كبير اوى ومينتهيش بكلمتين ؟؟؟؟؟

yara يقول...

أنا مقتنعة بكلاماك و شايفة إن كل الحلول ديه هى اللى ممكن توصل الواحد للهدف اللى هو عايزه بعيداً عن الإحباطات اللى بتقابله
بس أنا شايفة إن أقوى الحلول يكمن فى القوة إن الواحد يشوف نفسة قوى يآمن بنفسه و قدراته و إمكانياته يصدق إنه يقدر يعمل المعجزات ما يستسلمش لمجرد فشل فى مرة أو حتى إتنين يقاوم و يأوح مع الدنيا

عصفور طل من الشباك يقول...

الله
فعلا كلامك كله أمل بس المشكلة إني أحيانا بحس إننا بنتكلم بامل كبير بس من غير أي عمل

والأمل عشان يتحقق لازم يصاحبه عمل وجهد وإرادة

وطبعا قبلهم إيمان وقرب من الله

AHMED SAMIR يقول...

اول مرة اتشرف بزيارة مدونتك الجميلة
ياريت تقبلني صديق للمدونة وياريت تقبل دعوتي لزيارة مدونتي المتواضعة
تحياتي واحتراماتي

الربان يقول...

Bocycat

تحياتي ...

أوافقك تماما أنه كلما جاء كان الشخص قريب الي قلبك كلما زاد الآلم ...
و لذلك لازم نحاول الا ننتظر شيء من أحد.. بمعني انك تفعلي الخير و المعروف ابتغاء وجه الله...لا ننتظر رد من أحد مهما كان قريب من قلبي... فإذا جاء منه خيرا فالحمد لله...و إذا كان غير ذلك فأيضا الحمد لله لاننا قدمنا ما قدمناه إبتغاء وجه الله.... و ما عند الله لا يضيع.

مساهماتك دائما تضيف الي الموضوع...و أشكرك كل الشكر علي تواصلك .
تقبلي تحياتي

الربان يقول...

Yara

تحياتي

نعم، أوافقك علي أن القوة الذاتية داخل كل واحد منا ممكن تساهم بشكل كبير في التغلب علي المنغصات.

و حتي يكون لديَ مثل هذه القوة لابد من أكون قريب إلي الله...فتزداد قواي...
لابد ان يكون لي هدف محدد... بمعني لو علاقتي مع أحد الاشخاص أنا محددها مثلا إنها علاقة زمالة... يبقي أي أذي او منغص سيكون مفعوله محدود...و مؤقت.

أشكرك و لك خالص تقديري علي تواصلك و إضافتك التي تثري الموضوع.

الربان يقول...

عصفور طل من الشباك

تحياتي و مرحبا بك و بتغريدك في هذه المدونه المتواضعة.

نعم الموضوع يحتاج الي شيء من التدريب لنعتاد عليه...و نكون شكل لكل علاقاتنا مع الاخرين. و هذا عمل...يتطلب البدء بالفكرة ..بمعني اذا التقيت مثلا بـ ( س) من الناس..هل اللقاء عارض و لا سيتكرر
ان كان سيتكرر ( مثل الزمالة مثلا)..يبقي أفكر..يبقي لازم إطار العلاقة يبقي الزمالة... يعني موضوعات عامة... بعيدا عن الكلام الذي قد يحتمل التأويل أو الذي له معان عده.

و كما أوضحتي انت...القرب من الله دائما و في كل الاحوال نجاة للقلوب من الضيق و الكرب ...

تحياتي و تقديري

الربان يقول...

A.Samir
تحياتي و شرفت المدونة المتواضعه..

و ان شاء الله يتم التواصل بيننا...

لك كل الشكر و التقدير ، و مرحبا بك دائما.

Nohaz يقول...

المشكلة اما تتحول لانك لابس ماسك بيضحك
انا عموما كل الوحش الي في حياتي انا السبب فيه

التباسط مع الناس
اني بحبهم بزيادة
اني مبفكرش قبل اي تصرف

ساعات الحب الزيادة بيكون غلط
انا مشكلتي ان بتباسط مع الناس
صاحبتي قالتها لا
لا تبسطها كل البسط ولا تجعل يدك مغلولة الي عنقك
انا مبعرفش ازعق وقت ما المفروض ازعق و اوقف الي قدامي عند حده
ووقت ما يكون حاجة هايفة
بكون انا كونت جبل زي جبل التلج جوايا من كل حاجة و اهب اتخانق في الهايفة

Nohaz يقول...

بجد لو الواحد أعتدل في مشاعره هيرتاح
انا لحد دلوقت صراحة مش عارفة اعمل ده عن نفسي

بس بجد الاعتدال و والوسطية الي هما اساس دينا هو ده الصح

الربان يقول...

نهي

تحياتي و أهلا و مرحبا بك.

انتي عرفتي تشخصي المشكلة ... و أيضا ايقنتي ان هناك مشكلة... هذة هي البداية الصحيحة لحل اي مشكلة.

التباسط في الحديث مطلوب لكن كما ذكرت أنت الوسطية في كل شيء... وهذا ما يدعو اليه ديننا الحنيف.

إذا كان الكلام يحتمل أكثر من تأويل..يمكن ان أسأل المتحدث عن المعني المقصود...و هذا ليس بعيب...و الإجابة ايضا تون محددة...

يمكن الامور تكون صعبة في البداية لكن بالتعود أعتقد انه يمكن أن نصل الي الوسطية.

تحياتي...و شكري و تقديري