من مكتبتي... كتاب " خلق المسلم " .

تحياتي

هذا الموضوع اهديه الي كل انسان يريد ان يفر من نفسه الي الله.


الدافع لهذا الموضوع هو ذكري ميلاد الرسول صلي الله عليه و سلم ، ولنصرة رسول الله في انفسنا
باتباع خلقه و التمسك بهديه ، و لنتعلم سماحة الإسلام و خلق المسلم الحق.

الان هيا بنا الي الكتاب :

اسم الكتاب : خلق المسلم

اسم المؤلف : الشيخ محمد الغزالي ، رحمه الله.

الكتاب يقع في 398 صفحة من الحجم الصغير


مقتطفات من الكتاب :


الجزء الأول


1- ضعف الخُلق دليل علي ضعف الايمان : وضح الرسول الكريم ان الإيمان القوي يلد الخلق القوي حتما
وان إنهيار الاخلاق مرده الي الي ضعف الايمان او فقدانه.
الرجل الذي ينكب جيرانه و يرميهم بالسوء ، يحكم الدين عليه حكما قاسيا ، فيقول الرسول الكريم " و الله
لا يؤمن ، و الله لا يؤمن ، و الله لا يؤمن . قيل : من يا رسول الله ؟ قال : الذي لا يأمن جاره بوائقه"
و يعلمنا الرسول الكريم الإعراض عن اللغو و مجانية الثرثرة و الهذر فيقول : " من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر
فليقا خيرا او ليصمت " .
وهكذا يمضي في غرس الفضائل و تعهدها حتي تؤتي ثمارها معتمدا علي صدق الإيمان و كماله.

علي ان بعض المنتسبين إلي الدين ، قد يستسهلون أداء العبادات المطلوبة ، و يظهرون في المجتمع
العام بالحرص علي إقامتها ـ و في الوقت نفسه ـ يرتكبون أعمالا يأباها الخلق الكريم و الإيمان الحق.

ورد عن النبي صلي الله عليه و سلم ان رجلا قال له : يا رسول الله إن فلانه تذكر من كثرة صلاتها و صيامها
و صدقتها غير انها تؤذي جيرانها بلسانها ، فقال : " هي في النار " ....

2- نحو عالم أفضل : انتقل الاسلام بالبشر خطوات فسيحات إلي حياة مشرقة بالفضائل و الآداب ، و أنه
اعتبر المراحل المؤدية الي هذا الهدف النبيل من صميم رسالته.
وقد أحصي الإسلام الفضائل وحث أتباعه علي التمسك بها واحدة واحدة.

وقبل ذكر هذة الفضائل وما ورد في كل منها علي حدة نلقي نظرة سريعة الي دعوته الحارة الي مكارم
الأخلاق ، و محاسن الشيم،
فقد جاء أناس الي الرسول الكريم فقالوا : من أحب عباد الله الي الله تعالي ؟ قال : " احسنهم خلقا".
وقال صلي الله عليه و سلم : الا اخبركم بأحبكم لي و أقربكم مني مجلسا يوم القيامة؟ ـ وأعادها مرتين
او ثلاثاـ قالوا نعم يا رسول الله ، قال : أحسنكم خلقا ".

الحق ان الدين إن كان خلقا حسنا بين إنسانا و إنسان ، فهو طبيعته السماوية صلة حسنة بين الإنسان
وربه ، و كلا الامرين يرجع الي حقيقة واحدة .

حسن الخلق لا يؤسس في المجتمع بالتعاليم المرسلة او الأوامر و النواهي المجردة لكن الـتأديب المثمر
يحتاج الي تربية طويلة و تعهدا مستمرا.... و التربية لن تصلح الا إذا اعتمدت علي الاسوة الحسنة.

3- الإنسان بين الخير و الشر : يعتمد الاسلام ـكسائر رسالات السماء ـ في إصلاحه العام علي تهذيب النفس
الانسانية قبل كل شيء...فالنفس المختلة ، تثير الفوضي في أحكم النظم ، و النفس الكريمة ، ترقع الفتوق
في الأحوال المختله. ومن هنا كان الاصلاح النفسي ، الدعامة الاولي لتغليب الخير في هذه الحياة.

4- دائرة الاخلاق تشمل الجميع: قد تكون لكل دين شعائر خاصة به ، تعتبر سمات مميزه له. و لا شك أن
في الإسلام طاعات معينه ، الزم بها أتباعه ، و تعتبر فيما بينهم أمورا مقررة ، لا صلة لغيرهم بها.
و لكن التعاليم الخلقية ليست من هذا القبيل ، فالمسلم مكلف ان يلقي أهل الأرض جميعا بفضائل لا
ترقي اليها شبة. فالصدق واجب علي المسلم مع المسلم و غير المسلم و كذلك الوفاء و السماحة
و التعاون ..الخ.
امر القرآن الكريم الا نتورط مع اهل الديانات الاخري في مجادلات تهيج الخصومات و لا تجدي الأديان شيئاً.
قال تعالي " و لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم . وقولوا آمنا بالذي أٌنزل إلينا
و أُُنزل إليكم و إلهنا ة إلهكم واحد ، و نحن له مسلمون ".

إن الخلق في منابع الإسلام الأولي ـ من كتاب و سنه ـ هو الدين كله ، و هو الدنيا كلها .


هذا هو الجزء الأول من الكتاب.

تحياتي و تقديري و دمتم بألف خير.