تحياتي.......
في مقال جميل للاستاذ الدكتور / زغلول النجار ، المنشور بجريدة الاهرام الصادرة يوم الاثنين 10 سبتمبر 2007 و تحت عنوان من اسرار القرآن ......" يعلم خائنة الاعين و ما تخفي الصدور ..... كتب الاستاذ الدكتور زغلول النجارعن الدلالات العلمية للاية الكريمة
" يعلم خائنة الاعين و ما نخفي الصدور " الاية 19 من سورة غافر :
في هذه الاية سبق علمي بأكثر من أربعة عشر قرنا لجميع المعارف المكتسبة ، و صورة من صور الاعجاز العلمي في كتاب الله المتمثل في هذا السبق الزمني ، و في نزول هذا الحق العلمي علي نبي أمي (صلي الله عليه و سلم ) ، وفي أمه كانت غالبيتها الساحقة من الاميين ، و في زمن انتفاء وجود اي من وسائل الكشف العلمي المتوافرة اليوم .
وأجمع المفسرون علي ان أهم ما في صدر الانسان هو القلب ، و كان السائد عند أهل العلم ان القلب هو مجرد مضخة تدفع بالدم الفاسد الي الرئتين لاكسدته ، ثم تلقي الدم المصفي من الرئتين و إعادة ضخه الي مختلف أجزاء الجسم ، ومن اولها المخ الذي إذا تأخر ضخ الدم المؤكسد اليه لبضع ثوان هلك صاحبه .
و لكن الاية الكريمة التي نحن بصددها ، و التي أتخذناها عنوانا لهذا المقال و اربعا و أربعين آية أخري من آيات القرآن الكريم تؤكد أنه لتعبير ( ما تخفي الصدور ) وظائف أخري غير ضخ الدم و استقباله و إعاده ضخه ، و قد اثبتت أحدث دراسات القلب صدق ذلك.
فقد ثبت مؤخرا أن القلب عضو حيوي بشكل هائل و فعال في جسم الانسان وأن كلا من القلب و غشائه البريتوني
يحتويان علي أكثر من اربعين الف خلية عصبية تشبه خلايا المخ و أنهما يفرزان كما من الهرمونات الي تيار الدم المتجه الي المخ و إلي باقي أجزاء الجسم فيتم بينهما و بينها نوع من التخاطب و التنسيق و ان المخطط الكهربائي للقلب و غشائه هو أكبر بمائة ضعف من المخطط الكهربائي للمخ ،وطاقاتهما المغناطيسية تفوق طاقة القلب المغنطيسية بخمسة الاف ضعف ، كذلك ثبت أنه كلما ينشط المخ بمراكز ذاكرته وحسه بواسطة التغذية الراجعة عبر كل من الشبكات العصبية و الدموية ، فكذلك القلب و غشاؤه البريتوني ينشطان بنفس الطريقة ، و كما أن بالمخ مراكز للشعور ، و الذاكرة، و الحس ، و التنسيق ، و العواطف ، و الانفعال ، واتخاذ القرار ، فقد ثبت أن بكل من القلب و غشائه عددا من المراكز لكل ذلك كما أثبت الدكتور "بول برسال في مؤلفه المعنون : شيفرة القلب (Paul Persal : The Heart Code ).
و قد تأكد ذلك بملاحظة أن أحد الاعراض الناتجه عن إجراء العمليات الجراحية بالقلب هو فقد شيء من الذاكرة مما دفع بالعلماء الي الاستنتاج المنطقي بأن القلب هو مستودع الذكريات ، كما دفعهم إلي إثارة عدد من الاسئلة المنطقية التي منها : هل يمكن أن يكون للقلب و غشاؤه البريتوني قدرة علي التفكير ، و الشعور ، و العطفة ، و الانفعال ، و اتخاذ القرار ، و تخزين المعلومات القريبة و البعيده في ذاكرة تشبه تماما ذاكرة المخ إن لم تتفوق عليها ؟
وجاءت إجابات أساتذة القلب بكل من جامعة ييل الامريكية ومعهد هرتمان بولاية كاليفورنيا
Yale University. Hartman Institute ,California
بأن كل من القلب و غشاؤه البريتوني يمثلان جهازا فائق التعقيد ، يشبه الجهاز العصبي للمخ تماما ، و له ذاكرة قصيرة و طويلة الآمد ، و له القدرة علي قيادة المخ ، و قد تأكدت هذه الاستكشافات بعمليات نقل القلب من إنسان إلي أخر حيث أكتشف ان القلب المنقول يحمل معه من الذكريات و الملكات و المواهب و العواطف ، و المشاعر و الهوايات و الخصال و السجايا ، و الصفات الذاتية الأخري الخاصة بالشخص الذي نقل منه القلب ، و التي تبدو غريبة كل الغرابة عن الصفات السابقة للشخص الذي تم نقل القلب اليه.
و هنا تأتي الاية الكريمة التي نحن بصددها و أمثالها في كتاب الله شهادة صدق علي أن القرىن الكريم لا يمكن أن يكون صناعة بشرية ، بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبياءه و رسله ، وحفظه بعهده الذي قطعه علي ذاته ، في نفس لغة وحيه ( اللغه العربية
و حفظه كاملا علي مدي الاربعة عشر قرنا الماضية ، و تعهد بهذا الحفظ تعهدا مطلقا حتي يبقي القرآن الكريم شاهدا علي الخلق أجمعين إلي يوم الدين بأنه كلام رب العالمين ، و شاهدا للرسول الخاتم الذي تلقاه بالنبوة و بالرسالة ، فصلي اللهم و بارك عليه و علي آله و صحبه و من تبع هداه و دعا بدعوته الي يوم الدين ، و أخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .
إلي هنا إنتهي المقال ....جزا الله خيرا الاستاذ الدكتور زغلول النجار..